... هل يستلزم زراعة عدسة بالعين بعد إزالة المياه البيضاء؟ | مدونة عالم المعرفة
Subscribe via RSS
| ]

تسال إحدى السيدات هل يستلزم زراعة عدسة بالعين بعد إزالة المياه البيضاء؟

يجيب الدكتور طارق النجار أستاذ طب وجراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون قائلا: "المياه البيضاء هى عتامة تصيب عدسة العين الداخلية، وهذه العدسة المسئولة عن تجميع أشعة الضوء بعد مرورها بالقرنية لكى تسقط على ما قاع العين، وتتكون هذه العدسة من أنواع مختلفة من البروتين ولكن تتمتع بدرجة شفافية عالية جدا، ولكن عندما تحدث تغييرات فى البروتين المكون لهذه العدسة نتيجة أسباب متعددة تبدأ فى تكوين عتامات وهى ما يطلق عليها المياه البيضاء، وتستمر هذه العتامات فى التزايد حتى تصبح كل العدسة معتمة، ويتغير لونها للون الأبيض وهو سر تسمية هذا المرض بالمياه البيضاء أو "الكتاركت"، لوجود تشابه بين لون العدسة الظاهر فى العين وشكل شلالات المياه.

وتحدث المياه البيضاء نتيجة أسباب متعددة منها مرض السكر وتقدم السن والإصابة بأمراض الحساسية، كما قد تحدث نتيجة استخدام بعض أنواع الأدوية مثل الكورتيزون، ولكن للأسف حتى يومنا هذا لا يوجد علاج دوائى للمياه البيضاء، ويلزم إزالة المياه البيضاء إذا أثرت على النظر بشكل يتعارض مع وظائف الحياة المختلفة التى يؤديها الشخص، وتتم الإزالة عن طريق إجراء عملية جراحية، وهى الطريقة المتبعة قديما، ولكن يعيب هذه الطريقة أنها تتطلب إجراء فتحة كبيرة فى العين، مع استخدام العديد من الغرز الجراحية لإغلاق الجرح، ولذلك تطول فترة النقاهة بعد العملية، مما جعل هذه الطريقة الجراحية فى إزالة المياه البيضاء لا تستخدم الآن، إلا فيما ندر، حيث ظهرت عدة طرق أخرى حديثة.

وفى جميع الطرق يلزم زراعة عدسة محل عدسة العين الأصلية التى أصيبت بالمياه البيضاء، وتم إزالتها، وذلك لتعويض وظيفتها التشريحية الفوسيلوجية، فإذا لم يتم زراعة عدسة يصبح المريض غير قادر على الرؤية بعد إجراء العملية حتى مع استخدام نظارات مكبرة تعويضية قد لا تستطيع تحقيق نظر جيد.

وتعتبر عمليات المياه البيضاء من أكثر العمليات نجاحا وأمانا مقارنة بكل العمليات التى تجرى على جسم الإنسان، حيث يستطيع المريض أن يحقق نظر يصل إلى 6 على 6 بعد العملية.